الخميس، 19 يناير 2012

بلا عنوان



يشد الباب أليه بقوة , يدخل مسرعا ليرتمي في احضان الدفء و كأن برودة الجو عدو يجري منه الى أي ملجا حتى ان كان مكان العمل الرتيب
ما زالت غرفته مظلمه و فيها وحيدا –لأن مديره في رحلة العمل لم يأت بعد- , يرمي سترته على ظهر الكرسي المواجه للمكتب
يرتمي على كرسيه الغير مريح في انتظار وصولها , هي فقط التي ممكن تحسن من حالته و تخرجه من جموده و لو مؤقتا
يلقي بسلسلة مفاتيحه و تليفوناته بقوه على زجاج المكتب غير مكترثا ان حطم احدهما الاخر فلا هو طايق المكتب و لا ينتظر مكالمه مهمة , فقد مل المكالمات التي تصله ولا يريد الرد عليها
يرفع رأسه ليتأكد ان كانت جاءت ام لا ... لا لم تات بعد , متأخره على غير العاده و دائما ما تصل قبله و تكون في انتظاره
تذهب يده بلا تردد لتشغيل جهاز الكمبيوتر ليدخل لعالمه الافتراضي الذي اصبح ونيسه الوحيد في وحدة العمل و وحدة الطريق الطويل ووحدة المنزل ووحدة الصحبة , هذا العالم الذي يرسم فيه خياله

ها هي قد لاحت في الافق , يلمحا بطرف عينه قادمة تتمايل من بعيد , يهفو قلبه اليها فيتبسم ابتسامه تواري الامه
يتنهد و يقول في سره "اخيرا"
يقوم لإستقبالها في شغف يمد يده ليلمسها , لم ينس هذا الملمس من اليوم الذي مضي حين كان اخر لقاء
في انتظار هذه اللحظه ليصل الدفء ليديه الباردتين ببرودة الجو في الخارج
ينظر اليها بابتسامة شوق و حنين , ها هي رائحتها في المكان كله
يغمض عينيه ليستمتع بالرائحه التي في انفه دائما منذ اول لقاء , يقترب منها اكثر ليدنو من الرائحة الزكية , بلا تردد تقترب شفايفه منها و هي في قمة  الاستسلام , لا تحاول حتى ان تبعده عنها و كانها في نفس الشوق
يكاد يلمسها ليطبع القبله الاولى و هي فاتحة ذراعيها
تلمس أطراف شفايفه أطرف شفايفها و هي بين يديه مسلمة أمرها لا يكترثا ان يراهما احد فهما لا يخافا من الحب
مع اول لمسه للشفتين نتابه شعور غريب .. ليس هذا هو الملمس المعتاد عليه .. يفتح عينيه و ينتفض .. ينظر اليها و يصيح

"يا عماااد هو البن ده بايظ ولا ايه؟  تعالى يا عم شيل القهوه دي من هنا .. قليتو مزاجنا الله يعكنن عليكو"
ليسمع صوت من جهاز الكمبيوتر و رساله من مديره تدفعه للانخراط في العمل الرتيب  وحيدا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق